تعد جزر المالديف من أبرز الوجهات السياحة على مستوى العالم، ولا سيما للراغبين بتمضية فترة العطلة بالاستجمام والاسترخاء على الشاطئ والاستمتاع بالرياضات المائية، بما فيها الغوص وركوب الأمواج. وهي وجهة مثالية للعرسان والعائلات بشكل خاص.
من أهم ما يميز جزر المالديف بالنسبة للسائح العربي هو عدم الحاجة لتأشيرة دخول مسبقة، حيث أن الدخول إليها مفتوح لجميع الجنسيات. ونعلم جميعاً أن هذا الأمر قد يلعب دوراً كبيراً في اختيار وجهة السفر لمعظم المسافرين العرب، فغالباً ما تكون إجراءات التأشيرة طويلة ومعقدة لكثير من البلدان. أما في المالديف، فيمكن للزائر الحصول في بوابة الدخول (مطار أو مرفأ) على تأشيرة دخول مجانية مدتها 30 يوماً، شريطة كون جواز سفره ساري لمدة 6 أشهر ومزود بالشيفرة الخطية لقراءة المعلومات على الماسحة الضوئية. وأنصح بالتأكد من هذا الأمر قبل السفر، فما تزال بعض جوزات السفر غير مزودة بهذه الميزة.

كما يتوجب على المسافر حجز تذكرة الطيران ذهاباً وإياباً، وقد يُطلب إليه أحياناً إبراز ما يثبت قدرته على دفع تكاليف الإجازة، بمعدل مبلغ 150 دولار أمريكي في اليوم، أو حجز فندقي. ولكن من غير الشائع طلب التحقق من ذلك، طالما أنه يتواجد مع الزائر تذكرة سفر وحجز فندقي.
دولة المالديف مؤلفة من أرخبيلات جزر (مجموعة من الجزر القريبة من بعضها البعض)، تمتد على مساحة شاسعة ما بين خط العرض 1 وخط العرض 8، أي أنها حارة عموماً، كما أن طقسها رطب بعض الشيء. لكن هذا هو ما يجعلها من أبرز وجهات الشواطئ والاستجمام، ولا سيما بالنسبة للراغب بالسياحة في فصل الشتاء، حيث يمكن الاسترخاء والاستجمام على الشاطئ طوال العام، ويندر أن تتسبب ظروف الطقس في خيبة أمل للسائح. لكن الفترة الأنسب لزيارتها هي ما بين شهري مايو ونوفمبر.
وتحتل الثقافة العربية والإسلامية مكانة مميزة في التراث والثقافة المالديفية، حيث تربط الجزر علاقات قوية مع العالم العربي تعود للقرن الثاني عشر، ويفتخر المالديفيون بالصبغة العربية لتراثهم ويرحبون بالمسافر العربي ويخصونه بمزيد من الود، وهو أمر قد تشعر فيه فور وصولك إلى المطار.
ويتوفر في جزر المالديف جميع أنواع وتصنيفات ومستويات الفنادق، حيث أنها تناسب جميع الميزانيات. ويمكن العثور فيها على فنادق بأسعار تبدأ من 30 دولار أمريكي، كما توجد فيها فنادق من فئة 4 و5 نجوم، وتوجد فيها أيضاً فنادق فاخرة جداً يمكن الوصول إليها بالطائرات الخاصة واليخوت.
ويوجد في المالديف عدة مطارات داخلية، لكن بوابة الدخول الجوية الأساسية هي مطار إبراهيم ناصر في العاصمة ماليه. وماليه هي جزيرة صغيرة نسبياً، تضم القسم الأعظم من سكان دولة جزر المالديف. وحتى أنها لا تتسع للمطار، حيث يتواجد المطار على جزيرة قريبة منها خاصة بالمطار. معظم زوار جزر المالديف يمرون مرور الكرام في العاصمة ماليه عبر المطار، حيث أنها مدينة مكتظة والأبنية، ولا يوجد فيها الكثير مما يفعله السياح.
وتوفر العديد من خطوط الطيران رحلات مباشرة من العواصم والمدن الكبرى في العالم والمنطقة، بما فيها الخطوط الجوية القطرية من الدوحة وطيران الإمارات من دبي.
من ماليه يمكن ركوب طائرة أخرى أو قارب إلى الفندق أو المنتجع المقصود. وتتوفر عدة شركات طيران داخلية، بما فيها شركات تدير طائرات بحرية تقلع وتغط من على سطح الماء. وهي تجربة مميزة جداً، وتتيح رؤية مناظر الجزر عن مسافة أقرب من الطائرة العادية.

وغالباً ما يتولى الفندق المقصود توفير رحلة المواصلات إلى الجزيرة، لكن يمكن للمسافر تولي المسألة بنفسه، وذلك عبر مواقع شركات الطيران الداخلية (انظر أدناه).
علاوة على الغرف والمواصلات، توفر كثير من فنادق المالديف خيار باقة حجز شاملة للطعام والشراب، وهو خيار جيد جداً ويوفر على السائح الكثير من التكاليف، حيث تبلغ قيمة الوجبات منفردة أكثر بكثير من إجمالي الباقة اليومية في معظم الفنادق والمنتجعات. وننصح بهذا الخيار، لأنه كما سبق وذكرت المالديف مؤلفة من جزر صغيرة وغالبية الفنادق والمنتجعات مقامة على جزيرة بأكملها، أو قد تتشارك عدة فنادق جزيرة واحدة، ولا يتوفر فيها خيارات للتسوق وشراء الاحتياجات والأطعمة كما هو الحال في غير بلدان. وفي أحسن الأحوال، قد يكون خيار التسوق المتاح في جزيرة قريبة، ما يتطلب استئجار قارب.
أحد أهم الأمور الأخرى التي تميز المالديف هي أن كثير من الجزر ما تزال على طبيعتها، حيث يجد الزائر نفسه في أحضان غابة استوائية عذراء ساحرة محاطة بشواطئ رملية بيضاء ومياه لا زوردية رائعة. ويمكن في نفس الوقت الاستماع بالأنشطة المائية، وفي مقدمتها السباحة، والتزلج على الماء، والغوص.
وبالحديث عن الغوص، تعد أرخبيلات جزر المالديف من أفضل الأمكنة في العالم للغوص، إذ أنها تزخر بتشكيلات الشعاب المرجانية والاسماك والمخلوقات البحرية المثيرة للاهتمام. ومن المعتاد رؤية سلاحف بحرية وأسماك المانتا راي (Manta Ray) والدلافين، وفي بعض الأحيان سمكة القرش الحوت. ولمن لم يسبق أن مارس الغوص، يوفر العديد من الفنادق دورات تعليم للمبتدئين والمتقدمين، إلى جانب رحلات غوص لمن يحمل شهادة تدريبة (PADI). وتختلف أسعار الدورات والحصص بحسب الفندق، ولكن معظمها قريب من تكلفة هذه الدورات في أماكن أخرى من العالم. كما توفر بعض مدارس الغوص بالفنادق والمنتجعات حصص تعريفية بالغوص، تكلفتها أقل بكثير من الدورة الكاملة ولا تتطلب نفس المدة، وتتيح للسائح اختبار تجربة الغوص دون سابق إلمام. ومع أنه يسمح بالغوص لعمق بسيط فقط، يمكن للمتدرب اختبار تجربة الغوص ورؤية كم كبير من الشعاب المرجانية والمخلوقات البحرية. كما يمكن لمن يتقن السباحة استعارة أو استئجار نظارات وأنبوب تنفس ورؤية الشعاب والأسماك من سطح البحر، أو ما يسمى السنوركلينغ (Snorkeling)، دون الحاجة للغوص. وهذا نشاط بسيط يمكن لجميع أفراد العائلة الاستمتاع به معاً، وتمضية وقت مسلي في مشاهدة الحياة البحرية. وتتيح تجربة السنوركلينغ رؤية أسماك ملونة وشعاب مرجانية وسلاحف بحرية، وغيرها من المخلوقات البحرية، بأم العين ومن دون الحاجة للغوص.
وبعيداً عن المنتجعات، فكما سبق وذكرت، لا يوجد الكثير مما يفعله السائح خارج الفنادق والمنتجعات، فالمجتمع المالديفي بسيط جداً والحياة اليومية تتسم بالهدوء. كما أن معظم الجزر المأهولة سكنية فقط، ولا يوجد الكثير من المعالم السياحية والأثرية لزيارتها. لكن على الرغم من ذلك، يمكن للراغبين تخصيص فترة نصف نهار للذهاب بالقارب إلى أحد الجزر المأهولة القريبة من المنتجع والتعرف على ثقافة البلد، وتناول طعام الغذاء أو العشاء في أحد المطاعم المحلية.
والطعام في جزر المالديف قائم على السمك بشكل رئيسي، وبشكل خاص الأسماك المحلية. والمالديفيون يحبون السمك بكافة طرق طبخه، وبشكل خاص سمك التونا. والمطبخ المالديفي يشبه المطبخ الهندي بعض الشيء، مع تأثيرات من مطابخ أخرى حول العالم. لكن عموماً، الفنادق توفر مأكولات متنوعة من أشهر المطابخ العالمية، مثل الإيطالي والهندي والياباني. ومعظم الفنادق تقدم مائدة مفتوحة على الفطور، ويتوفر الطلب من قائمة الطعام لبقية الوجبات، ولكن كثير منها يقدم مائدة مفتوحة لجميع الوجبات.